فصل: مسير الجيوش إلى طاهر ورجوعهم بلا قتال.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.مسير ابن جبلة غلى طاهر ومقتله.

ولما قتل علي بن عيسى بعث الأمين عبد الرحمن بن الأنباري في عشرين ألف فارس إلى همذان وولاه عليها وعلى كل ما يفتحه من بلاد خراسان وأمده بالمال فسار إلى همذان وحصنها وجاءه طاهر فبرز إليه ولقيه فهزمه إلى البلد ثم خرج عبد الرحمن ثانية فانهزم إلى المدينة وحاصره طاهر حتى ضجر منه أهل المدينة وطلب الأمان من طاهر وخرج من همذان وكان طاهر عند نزوله عليها قد خشى من صاحب قزوين أن يأتيه من ورائه فجهز العسكر على همذان وسار إلى قزوين في ألف فارس ففر عاملها وملكها ثم ملك همذان وسار أعمال الجبل وأقام عبد الرحمن بن جبلة في أمانه ثم أصاب منه بعض الأيام غرة فركب وهجم عليه في عسكر فقاتله طاهر أشد القتال حتى انهزم أصحابه وقتل ولحق فلهم بعبد الله وأحمد ابني الحريشي في عسكر عظيم بعثهما الأمين مددا لعبد الرحمن فانهزموا جميعا إلى بغداد وأقبل طاهر نحو البلاد وحده وأخذه إلى حلوان فخندق بها وجمع أصحابه.

.بيعة المأمون.

وأمر المأمون عندها بأن يخطب له على المنابر ويخاطب بأمير المؤمنين وعقد للفضل بن سهل على المشرق كله من جبل همذان إلى البيت طولا ومن بحر فارس إلى بحر الديلم وجرجان عرضا وحمل له عماله ثلاثة آلاف ألف درهم وعقد له لواء ذا شعبتين ولقبه ذا الرياستين يعني الحرب والعلم وحمل اللواء علي بن هشام وحمل العلم نعيم بن حازم وولى أخاه الحسن بن سهل ديوان الخراج.

.ظهور السفياني.

هو علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية ويلقب أبا العميطر لأنه زعم أنها كنية الحردون فلقبوه بها وكانت أمه نفيسه بنت عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب وكان يقول أنا ابن شيخي صفين يعني عليا ومعاوية وكان من بقايا بني أمية بالشام وكان من أهل العلم والرواية فادعى لنفسه بالخلافة آخر سنة خمس وتسعين وأعانه الخطاب بن وجه العلس مولى بني أمية كان متغلبا على صيدا فملك دمشق من يد سليمان بن المنصور وكان أكثر أصحابه من كلب وكتب إلى محمد بن صالح بن بيهس يدعوه ويتهدده فأعرض عنه وقصد السفياني القيسية فاستجاشوا بمحمد بن صالح فجاءهم في ثلثمائة فارس من الصبات ومواليه وبعث السفياني يزيد بن هشام للقائهم في اثنتي عشر ألفا فانهزم يزيد وقتل من أصحابه ألفان وأسر ثلاثة آلاف أطلقهم ابن بيهس وحلقهم ثم جمع جمعا مع ابنه القاسم وخرجوا إلى ابن بيهس فانهزموا وقتل القاسم وبعث برأسه إلى الأمين ثم جمع جمعا آخر وخرجوا مع مولاه المعتمر فانهزموا وقتل المعتمر فوهن أمر السفياني وطمعت فيه قيس ثم إن ابن بيهس مرض فجمع رؤساء بني نمير وأوصاهم بيعة مسلمة بن يعقوب بن علي بن محمد بن سعد بن مسلمة عبد الملك بالخلافة وقال لهم: تولوه وكيدوا به السفياني فإنكم لا تتقون بأهل بيته وعاد ابن بيهس إلى حوران واجتمعت نمير على مسلمة فبايعوه فقتل منهم وجمع مواليه ودخل على السفياني فقيده وحبس رؤساء بني أمية وأدنى القيسية وجعلهم بطانة وأفاق ابن بيهس من مرضه فجاء إلى دمشق وحاصرها وسلمها له القيسية في محرم سنة ثمان وتسعين وهرب مسلمة والسفياني إلى المزة وملك ابن بيهس دمشق إلى أن قدم عبد الله بن طاهر دمشق وسار إلى مصر ثم عاد إليها فاحتمل ابن بيهس معه إلى العراق ومات بها.

.مسير الجيوش إلى طاهر ورجوعهم بلا قتال.

ولما قتل عبد الرحمن بن جبلة أرسل الفضل بن الربيع إلى أسد بن يزيد بن مزيد ودعاه لحرب طاهر بعد أن ولي الأمين الخلافة وشكر لأسد فضل الطاعة والنصيحة وشدة البأس ويمن التقية وطلب منه أرزاق الجند من المال لسنة وألف فرس تحمل من معه بعد إزاحته عللهم بالأموال وأن لا يطلب بحسبان ما يفتتح فقال قد أشططت ولا بد من مناظرة أمير المؤمنين ثم ركب ودخل على الأمين فأمره بحبسه وقيل إنه طلب ولدي المأمون كانا عند أمهما ابنه الهادي ببغداد بحملهما معه فإن أطاعه المأمون وإلا قتلهما فغضب الأمين لذلك وحبسه واستدعى عبد الله بن حميد بن قحطبة فاشتط وكذلك فاستدعى أحمد بن مزيد واعتذر له عبس أسد وبعثه لحرب طاهر وأمر الفضل بأن يجهز له عشرين ألف فارس وشفع في أسد ابن أخيه فأطلقه ثم سار وسار معه عبد الله بن حميد بن قحطبة في عشرين الفا أخرى وانتهوا إلى حلوان وأقاموا وطاهر بموضعه ودس المرجفين في عسكرهم بأن العطاء والمنع ببغداد والجند ويقبضون أرزاقهم حتى مشى الجند بعضهم إلى بعض واختلفوا واقتتلوا ورجعوا من غير لقاء وتقدم طاهر فنزل حلوان وجاءه هرثمة في جيش من عند المأمون ومعه كتاب بأن يسلم إلى هرثمة ما ملكه من المدن ويتقدم إلى الأهواز ففعل ذلك.